الحكايه .. مرت عليها 7 سنوات ... كنت في زياره سياحيه لبلدي الأم مصر ... حيث أني لم أولد فيها ولم أعيش بها ! لالا .. ولا تحبو أحكي لكم القصه من البدايه خالص .. من 9 سنوات ! 9 سنوات يعني كان عمري 13 عام ! وأتذكر على استحياء مَشاهد من كأس العالم 1998 وقد كنت برازيلياً .. استمر المنتخب الفرنسي بإبداعاته ولم أكن التفت إليه إطلاقاً .. بينما كنت اشاهد رونالدو وريفالدو وكارلوس يعزفون على أراضي النور والملائكه .. يخونون أيضاً الحلم العربي المغربي عندما خسروا في مسرحيه ممنوعه من الضحك ! كي يخسر المنتخب المغربي الذي سحق اسكتلندا 3-0 فرصة التأهل للدور الثانيه .. لكن قلبي -الذي كان اصفراَ - لم يمانع ابداً من أواصل متابعتي وحبي لطيور الكناريا حتى لو كان دنيئاً ! وفي النهائي الحلم بين فرنسا والبرازيل وقبل المباراه لازلت اتذكر التصريح القاتل بين زاغالوا وجاكيه .. حيث قال جاكيه بأنه لا يخشى البرازيل .. حيث انه يتملك عاملي الأرض و(زيدان) ولم يقل الجمهور !! فرد العجوز البرازيلي قائلا: أن كانت لفرنسا زيدان واحد , فللبرازيل 11 زيدان ! تساءلت من يكون زيدان هذا .. وما صلاحياته ومن هو وكيف يلعب وماذا يفعل ؟! بدأت المباراه ولازلت أشجع البرازيل وأندهش من عروض الفرنسي الذي سمعت من المعلق بأنه من أصول عربيه جزائريه ومسلمه , وبما أني متشدد العروبه والدين بدأ الفار يلعب في عبي!! اقصد الحب يلعب في قلبي !!! وفي الدقيقه الـ 45 من الشوط الأول ! واه من الدقيقه الـ 45 من بداية عمري الزيداني , سجل بيته الشعري برأسه .. التي انهى بها مشواره في صدر ميترازي! وبدأ العشق يسكن في الوريد .. وبدأت المباراه برازيلياً وانهيتها فرنسياً !! وعرفت اخيرا بأني كنت من فئة الضالين عن سبيل (المتعه) ! بدأت اتابع اليوفي .. وتغيرت حياتي من حياه ليس بها الا متابعة اخبار السيارات والمكاين .. الى عالم المستطيل الاخضر والأقدام ! واصبحت اقرأ الجريده من الشمال لليمين , وليس كالسابق حيث ان الرياضه تكون في الصفحات الاخيره! أعود للحكايه التي أكتب لأجلها .. حكاية الـ 7 سنوات , وكنت كما ذكرت سابقا في مصر . وأنا اقرأ الجريده وكما اتفقنا من الشمال لليمين ! رأيت الخبر الصاعق ! الي خلاني مش عارف اليمين من الشمال . زيدان يوقع لريال مدريد بصفقه خياليه 75 يورو ! فأصبح الريال من ريال مدريد الذي أحبه , الى ريال الوريد الذي أعشقه ! ومرت الأيام ونفس الجريده ! أقرأها ولكن هذه المره نسيت الجهات الأربع ! الريال نادي القرن سيواجه نادي الأهلي المصري نادي القرن الأفريقي .. وفين .. في مصر !!!!!! لم أنم من يوم الخبر ... حتى يوم السبت ! يوم المباراه والتي حضرتها بعد احداث اظن بأنها لو عرضت على الـ MBC 2 ستأخذ الأوسكار التلفزيوني حيث اني لا اذكر كيف مشيت الى النادي كل ما اذكره اني كنت اجلس في المقاعد الاماميه من المعلب حيث وصلت على (كروش) من قبلي و(ظهور) من بعدي من شدة الأزدحام .! وهنا اذكر حديث شاب مصري لصديقه الله يذكره بالخير حيث قال : - تصور يا مدحت ! - أتصور ليه ما أنا عملت البطاقه خلاص !!!! - لا يازكي أتصور بعقلك ! - ااه اتصور ايه ؟! - الشعب المصري 75 بني آدم ! - ايوااا منا شايف !! - وزيدان عقده بـ 75 مليون تصور أنه يقدر يدي لكن مصري جنيه واحد ! ضحكت جداً على تفكيره لكنها لازالت في مخيلتي ! انتظرنا في الحر والشمس ولم آكل شيئا من الصباح وهذه مصيبه هيثميه .. وتسونامي غذائيه استثنائيه ! لكن انتظاري لرؤية معشوقي الأبدي كانت الوجبه التي انتظرتها طوال عمري .. وبدأت اللحظه ودخل الريال ارض المعلب في تدريبات قبل المباراه.. لم افكر لا في راؤول ولا فيجو ولا ميكاليلي ولا حتى هيروو .. كل عيني اين الأقرع ؟؟.. ورحت اصرخ بين زملائي ( فيييييين زيداااااااان) .. وبما اننا الشعب المصري شعب (حشري قوي) رأيت اكثر من مئة شخص !!! يؤشرون إلى صلعته (اهوو اهوو) .. وإذ بي اصقط باكياااااااا! والله !! قمت على قلبي او على رجلي لا اذكر .. وصرخنا صرخنا ( زيزوووووووووو) ... ألتفت الأخير إلينا ونظر إليا و(سلم بيديه من بعيد) .. ولازالت الى اليوم يداه تتحرك بقلبي !!!!!! ولازالت دموعي وملامحي على خطوط يديه ! وكان لي الشرف بحضور أول مباراه يلعبها زيدان مع الريال على الأطلاق ! وعُدت الى قريتي وتناولت 7 ساندويتشات كبده بالطماطم من عند (هاني تلوث) ! وانا احكي له اجمل ايام حياتي !! واليوم !!! يعيد التاريخ نفسه ! زيدان يستمر في زياراته الخيريه ! ولكن ليس لأندونيسا ولا بنغلاتش ولا حتى الجزائر ..!! زيدان يزور مصر !!!! زيدان يزور بلدي !!!!! زيدان يقدم الخير لي , ولأبناء شعبي !! ياااااااه .. 7 سنوات على اللقاء الأول .. زيدان معقول ؟!! هوا الي بيشرب من نيلك لازم يرجعلو ..!!! 7 سنوات يا زيدان منذ رأيتك في أول مباراه لك ! واليوم أراك وانت معتزل !!!!!! ااه يا زمن ! هل هي الأقدار الباكيه , ام أنك تريد أن تسلم عليَّ بيديك هذه المره !!! فلو لم أراك لطارئٍ أو موتٍ , فحسبني بأني كنت على أمتارٍ منك .. وحسبي بأني تنفست هواءاً .. تنفسه زيدان معي !